Mohamed El Ghaissani

قصة الإستقالة لمعمري تخيلت أنها توصلني

هاد الإستقالة فاش قريتها تفكرت واحد الإستقالة وصلاتني فـ 2014، فجريدة اليوم 24، إستقالة فإيميل من سطر واحد، ما فيها لا مقدمة لا خاتمة، جملة وحدة: “كنفضل نعيش بطالي على أنني نبقى فهاد الخدمة.“

قريتها كثر من 10 المرات، العقل ديالي غرق فبحر ديال الأسئلة. كيفاش؟ وعلاش؟ هاد الدري بدا معانا دابا أكثر من ستة أشهر، مازال فالبدايات ديالو، ولكن خدمتو نقية، كيسمع الملاحظات وكيطور راسو، كنت متفائل بيه، وبالخصوص أنه بدا كيتحرك فمجال وتخصص قليل فالسوق المغربي.

مشيت لعندو بلا تردد. لقيتو جالس فالبالكو، عينيه فالبيسي وعقلو مهواش هنا. كلست حداه وحطيت يدي على كتفو بلا ما نقول حتى كلمة. شوية بدا يهضر، صوتو كان مخنوق. بدا كيعاود لي كيفاش كيعيش صراع يومي مع المسؤول على الفريق ديالو، وكيفاش كان كيحس بالتهميش. كل كلمة كان كيقولها كانت كتجرح قلبي من الداخل. حسيت بالذنب حيت ما لاحظتش هاد المعاناة من قبل.

بدون تفكير، قلت ليه: “سمح ليا، ما كناش عارفين باللي كتعيش هاد الشي. رأيك مهم بالنسبة لينا كاملين، ونتا جزء من عائلتنا.“ ما جاوبني بتاحاجا، حدر راسو وسكت، ولكن حسيت بلي كان كيتسنى غير شي حد يسمعو ويفهمو.

الزميل ديالنا الآخر، كنت متبعو بشكل يومي بحكم أنه عندنا اجتماعات متكررة، وكنعرف مزيان طبعو الصعيب. ولكن اللي تيشفع ليه هو أن قلبو بيض وتيخدم بضمير. كلست معاه وسولتو على الزميل ديالنا. لقيت بلي ما فراسو حتى حاجة. تفاجأت من الرد ديالو، بدا تيشكر فيه وتيقول ليا: “هاداك من الناس الزوينين فالخدمة، وخاصنا نشوفو كيفاش نزيدو ليه فالصاليير باش نموتيفيوه أكثر.“

فديك اللحظة، كانت وصلات وقت الغداء. عرضت عليهوم بجوج نتغداو مجموعين. تما، درنا جلسة كلها صراحة وتلقائية. سمعنا لبعضياتنا، كل واحد عبر على اللي فخاطرو، والدموع كانوا قريبين ينزلو من عينيهم.
حسيت بكيفاش أن الصراحة والإنصات كيدرّو العجب. المشاكل اللي كانت كبيرة ولاّت صغيرة، والحواجز اللي كانت بيناتهم بدات كتذوب.

هاد الموقف علمني درس كبير على أهمية بناء فريق متجانس، فريق اللي أعضاؤه كيحسو بالأمان والثقة. من داك النهار، قررت ندير عادة جديدة فالشركة: اجتماعات 1x1 مع كل عضو من الفريق. هاد الاجتماعات ماشي غير لتقييم الأداء، ولكن حتى للاستماع للمشاكل الشخصية والمهنية. كنكلس مع كل واحد بوحدو، نسمع ليه، نعرف شنو اللي كيقلقو ونعطيه الحرية باش يعبر بلا خوف.

اليوم وأنا كنكتب هاد القصة، تفكرت واحد الدراسة قريتها مؤخرا: “الشركات بدات كتدير فاييت ماشي حيت قليلة الخدمة، ولكن حيت متتلقاش ليخدم مزيان.“ هاد الشي وليت كنشوفو حاليا وفهمت أن الأزمة ماشي فالموارد المالية، ولكن فالموارد البشرية اللي ولات كتهرب.

ربما كان عندي بعد نظر من قبل، أنني نستثمر فكل عضو فالفريق ديالنا ونحاول نرد الجينيور سينيور. كنت ديما تنأمن باللي الشركات اللي غادي تبقى ناجحة هي اللي غادي تهتم بالموارد البشرية ديالها، وتطورهم وتبني ولاءهم ماشي غير بالفلوس، ولكن بالاهتمام الحقيقي وبتطوير الكفاءات. التركيز ديالي كان على Loyalty Programs وTalent Management، ونخلق بيئة عمل كتجذب وتحتفظ بالمواهب.

الفلسفة ديالنا فالخدمة هي الاهتمام بالفريق كأفراد، ماشي غير كأرقام فالشركة. الصاليير مهم، ولكن ماشي هو كلشي. الموظف خاصو يحس بالانتماء والتقدير، تعلمنا باللي القيادة الحقيقية كتكمن فبناء علاقات إنسانية قوية، وتطوير المواهب اللي عندنا، حيث هاد الشي هو اللي غادي يضمن الاستمرارية والنجاح فالمستقبل.

#الأربعين #المدير #Lmodir

ديما تفكر بلي الرزق اللي عندك مجاش حيت نتا ذكي ولا حيت عندك شواهد عليا، ولا حيت راك Qualified، ولكن لأن الله الكريم الرزاق وهبك من رزقو.

كاينين عباد لله عندهم مهارات أحسن منك وكفائة أكثر منك، ومع ذلك رزقهم قل منك. علاش؟ لأن الله هو اللي مقسّم الأرزاق، مش الشواهد ولا المهارات.

ما تغرش رأسك ولا تقول: “أنا الأفضل، رزقي مضمون حيت أنا وااااعر!“ لا، الغرور هو أسرع طريق باش تخسر النعمة. رجع للرزاق فكل مرّة، ودعي: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك.“

تواضع أصاحبي، ودير ديما فبالك إن التواضع هو الساروت، وإن الفضل كلو من عند الله عز وجل.
#المدير #Lmodir